*** فتاوى العلماء في الرقى والعلاج بالقرآن ***
****************************************
السؤال : ما حكم التداوي من القرآن و التراقي و اتخاذ المعوذات و التمائم منه ؟
الجواب : أولا : يجوز التـداوي بالقـرآن لما ثبـت في الصحيحيـن من حديـث ابـي سعيـد الخدري قال: ( انطلق نفر من أصحـاب النـبي صلـى الله عليـه و سلــم فـي سفــرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أان يضيفوهـم ، فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقـال بعضهـم : لـو أتيتـــم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عندهم بعض شيء ، فأتوهــم فقالوا : أيها الرهط ان سيدنا لدغ و سعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فهل عنـد أحـد منكم مـن شيء ؟ فقال بعضهم: نعم ، و الله اني لأرقي ، و لكن استضفناكم فلم تضيفونا فمــا أنا براق حتى تجعلوا لنا جعل فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليـه و يقرأ ( الحمد لله رب العالمين) فكأنما نشط من عقال فانطلـق يمشـي و مـا به قلبـة . قال : فوفهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، قال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكروا له ذلك فقـال : " ما يدريك أنها رقية" ثم قال : " لقد أصبتم اقتسموا و اضربوا لـي معكـم سهــما " . فهذا الحديث يدل على مشروعية التداوي بالقرآن . ثانيا: أما اتخاذ التمائم منه فذلك لا يجوز في أصح قولي العلماء لعمـوم الأحاديث الدالة على تحريم التمائم سدا للذريعة . والله ولي التوفيق و صلى الله على نبينـــا محمد و آله و صحبه و سلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الأفتاء عضو الرئيس عبد الله بن قعود عبد العزيز بن عبد الله بن باز / فتوى رقم 4086
****************************************
السؤال : هل تجوز قراءة القرآن لمريض لوجه الله تعالى أو باجرة ؟
الجواب : اذا كان المقصود أن يرقى المريض بالقرآن فذلك جائز بالمستحب لقول النبي صلى الله عليه و سلم : " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل" رواه أحمد و مسلم. و لفعله ذلك و أصحابه رضي الله عنهم ، و الأولى أن يكون بغير أجرة ، و ان كان باجرة جاز لثبوت السنة بجواز ذلك ، و ان كان المقصود أن يجعل ثوابـه للمريــض فذلك لا ينبغي لعدم وروده فـي الشـرع المطهـر و قد قال عليه الصــلاة و الســلام : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق على صحته. و بالله التوفيق و صلى الله على عبده و رسوله محمد و آله و صحبه و سلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الأفتاء عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان
عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن بــــاز فتوى رقم
****************************************
سؤال : يقوم بعض الأخوة عندنا باستخراج الجن من المريض عن طريق تـلاوة آيـات من القرآن ، و زعم هؤلاء الأخوة أثناء تعرضهم لمعالجة حالــة أن جبريــل عليــه الصلاة و السلام قد نزل من السماء و ساعدهم علــى استخــراج الجــن مما حــدث الشقاق و الخلاف بسبب ذلك بين الناس فنرجو أن تبسطـوا لنا الأمر في المسألــة و الرد ، و هل ينزل جبريل عليه السلام بعد الرسول صلــى الله عليــه و سلــم سـواء لمعاونة أحد كما زعموا أم لغير ذلك ؟
الجواب : يجوز علاج المريض بمس الجن بقراءة آيات من القرآن عليه ، أو سـورة ، أو سور منه عليه لثبوت الرقية بالقرآن شرعا . أمــا نزول جبريــل لذلك فـلا نعلـم لـه أصلا . و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه و سلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الافتاء عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
فتوى من كتاب الدعوة ج أ ص 20 للامام عبد العزيز بن باز رحمه الله
****************************************
سؤال : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ان الرقى والتمائم والتولة شرك" . وعــن جابر رضي الله عنه قال : كان لي خال يرقي من العقرب (فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ، قال فأتاه فقال : يا رسول الله انك نهيت عن الرقى وأنا أرقي من العقرب فقال: " من استطاع منكم أن ينفع أخــاه فليفعـل " . مـا هو الجمـع بين أحاديث المنـع والـجواز فـي موضوع الرقى وما حكم تعليق الرقى من القرآن على صدر المبتلى؟
جواب : الرقى المنهي عنها هي الرقى التي فيها شرك أو توسل يغير الله أو الفاظ مجهولة لا يعرف معناها . أما الرقى السليمة من ذلك فهي مشروعة ومن أعظم أسباب الشفاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا " وقوله صلى الله عليه وسلم " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه " خرجهما مسلم في صحيحه وقال صلى الله عليه وسلم " لا رقية الا من عين أو حمة " ومعناه لا رقية أولى وأشفى من الرقية من هذين الأمرين وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم ورقي . أما تعليق الرقى على المرضى أو الأطفال فذلك لا يجوز وتسمــى الرقى المعلقة التمائم ، وتسمى الحروز والجوامع والصواب فيهــــا أنها محرمة ومن أنواع الشرك لقــول النبي صلى الله عليــه وسلــم " من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله لــه " وقوله صلى الله عليه وسلم " من تعلق تميمــة فقـد أشرك " وقولــه صلى الله عليه وسلم " ان الرقى والتمائم والتولة شرك " واختلــف العلماء في التمائم اذا كانت من القرآن أو من الدعوات المباحة هل هي محرمة أم لا والصواب تحريمها لوجهــين أحدهمــا ، عمـوم الأحاديث المذكورة فانها تعم التمائم من القرآن وغير القرآن . والوجه الثاني سد ذريعة الشرك فانها اذا أبيحت التمائم من القرآن اختلطت بالتمائم الأخرى واشتبه الأمر وانفتح باب الشرك بتعليق التمائم كلها ومعلوم أن سد الذرائع المفضية الى السرك من أعظم القواعد الشرعية والله ولي التوفيق.
فتوى من سلسلة كتاب الدعوة رقم 6 لفضيلـة الشيـخ / صـالح بن فـوزان / الفوزان عضو هيئة كبار العلماء . ص 42
****************************************
سؤال : يحــدث في بعـض البـــلاد أن يقــوم شخـــص في جمع النــاس بعمـل استعراضات مثيرة كأن يدخل سيفا أو سكينا في بطنه دون أن يتأثر وغير ذلك من الحركات التي لا تصدق في حياة الناس العادية، فما حكـم الشـرع في مثل هذه الأعمال ؟
الجواب : هذا مشعوذ و كذاب و دجال و عمله هذا من السحر التخييلي فـهو مــن جنس ما ذكره الله عن سحرة فرعون في قولـه تعالــى : ( فــاذا حبالــهم و عصيهم يخيل اليه من سحرهم أنها تسعى ) . و في قوله تعالى :( فلما ألقواسحروا أعين الناس و استرهبوهم ) . و هؤلاء يستعملون ما يسمـى بالقمرة و هي التخييل للناس خلاف الحقيقة … أو يعملون شيئا من الحيـل الخفية التي تظهر للناس أنها حقيقة وهي كذب بان يظهر للناس أنه يطعن نفسه أو أنه يقتلشخصا ثم يرده كما كان . و فـي واقـع الأمر لـم يحصــل شيء من ذلك أو يظهر أنه يدخل النار و لا تضره و هو لم يدخلها ، وانما عمل حيلة خفية ظنها الناس حقيقة.. و لا يجوز السماح لهؤلاء بمزاولة هذا الباطل و التدجيل على المسلمين بحيلهـم الباطلـة لأن هذا يؤثر على العوام . و كان عند بعض الأمراء من بني أمية رجل يلعب فذبح انسانا و أبان رأسه ثم أحياه فعجب الحاضرون فجاء جندب الخير الأزدي رضى الله عنه فقتلـه و قال : ان كان صادقا فليحي نفسه .. و لايجوز للمسلم أن يحضر هذا الدجل و الشعوذة أو يصدق بها ، بل يجـب انكار ذلك و يجب على ولاة المسلمين منعه و التنكيل بمن يفعله و لو سمـي لعبا و فنا فالأسماء لا تغير الحقائـق و لا تبيح الحـرام . و مثلـه الذي يجـذب السيارة بشعره أو ينام تحت كفرات السيارة و هــي تمشـي أو غيـر ذلك مـن أنواع التدجيل
نفس المصدر أعلاه . ص : 45
****************************************
سؤال : نرجو ايضاح حقيقة السحر، و هل يباح شيء منه ، و هل يعتبر عمل السحر مخرجا عن دين الاسلا
الجواب : السحر في اللغة عبارة عما لطف وخفي سببه وحقيقة السحر كما بينها الموفق في الكافي عبارة عن عزائم و رقى و عقد يؤثر في القلوب و الأبدان فيمرض و يقتل و يفرق بين المرء و زوجه. و السحر كله حرام لا يباح شيء منه قال الله تعالى :( و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ) أي ليس له نصيب .. و قـال الحسـن : " ليـس لـه دين و هذا يدل على تحريم السحر و كفر متعاطيـه و قـد عـده النبـي صلـى الله عليه و سلم من السبع الموبقات ، و يجب قتل الساحـر ، قال الأمام أحمد رحمه الله - عن ثلاثة من أصحـاب النبــي صلــى الله عليــه و ســلم ، أي صــح قتــل الساحر عن ثلاثة من الصحابة و هم عمر و حفصة و جندب رضي الله عنهم . فعمل السحر تعلما و تعليما و احترافا كفر بالله يخـرج مـن المـلة و يجـب قتـل الساحر لاراحة الناس من شره اذا ثبت انه ساحر .. لأنه كافر و لأن شره يتعدى الى المجتمع
****************************************
سؤال : إننا عائلة تحت رعاية والدي حفظه الله ، وأمي لها من الأبناء الذكور سبعة ، تزوج منهم ثلاثة ولم يُرزقوا بأولاد ، وعند إجراء التحاليل الطبية قَّرر الأطباء أنه لا علاج لهم بسبب الضعف في إنتاج الحيوانات المنوية ، وعندما حللت
لباقي إخواني الأربعة كانت نفس النتيجة للثلاثة الكبار
أي إن الأبناء السبعة لديهم نفس المشكلة ، وهي العقم - بموجب التحاليل المخبرية ، والقدرة بيد الله سبحانه وتعالى وحده ، علماً بأنني بذلت كل الأسباب التي بوسعي من طلب العلاج لنفسي داخل وخارج البلاد لمدة الأربع سنوات الماضية دون نتيجة ، ولله وحده الحمد على ذلك كله ، أما الذي أسأل عنه
هل ذلك طبيعي أن يكون الإخوان السبعة جميعهم لا ينجبون ؟
هل يمكن أن يكون ذلك بسبب سحر ؟ ومن يكتشف ذلك ؟
وهل يستطيع السحر أن ينفذ ذلك للإخوة بوقت واحد لهم جميعاْ ؟
أفيدونا عن الحل والجواب الشافي لهذه المحنةالتي تعاني منها عائلتنا أكثر من عشر سنوات ، ولله الحمد وحده
الـجــواب : على العبد المسلم الإيمان والتسليم بقضاء الله وقدره ، وذلك أحد أركان الإيمان ، كما في الحديث الصحيح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : "الإيمان : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وش
وماذكرته قد يكون عقماً ، كما قال الله تعالى : ( ويَجعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً ) { الشورى 50 }
وقد يكون ضعفاً قابلاً للعلاج عند طبيب مختص ، ولن تعدم خيراً إن شاء الله تعالى
وننصحك بالصبر والرضى بما كتب الله ، وأن تبعد عن نفسك الشكوك والأوهام والوساوس ، وأن تعلم أن خيرة الله لعبده خير من خيرته لنفسه ( فعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعلَ اللهُ فِيهِ خَيراً كَثيراً ) { النساء 19 }
{ فتاوى اللجنة الدائمة رقم 19088 } ضاعف الله لك ولإخوانك الأجر والمثوبة ، وكتب لك اشفاء //
****************************************
حكم علاج المرضى النفسيين عند العرافين والكهنة // الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله
سؤال : كان والدي مريضاً مرضاً نفسياً وطالت معه مدة المرض ، وتخلل ذلك مراجعة للمستشفى لكن أشار علينا بعض الأقرباء بأن نذهب الى امرأة قالوا إنها تعرف علاجاً لمثل هذه الأمراض ، وقالوا أيضاً أعطوها الاسم فقط وهي تخبركم بما فيه وتصف له الدواء . فهل يجوز لنا أن نذهب لهذه المرأة . أفيدونا جزاكم الله خيراً
الـجــواب : هذه المرأة وأشباهها لا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم ، لأنها من جملة العرافين والكهنة الذين يدعون علم الغيب ويستعينون بالجن في علاجهم وأخبارهم
وقد صح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : " من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " اخرجه مسلم في صحيحه وصح عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال :" من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) " . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، فالواجب الإنكار على هؤلاء ومن يأتيهم ، وعدم سؤالهم وتصديقهم والرفع عنهم الى ولاة الأمور ، حتى يعاقبوا بما يستحقون لأن تركهم وعدم الرفع عنهم يضر المجتمع ويساعد على اغترار الجهال بهم وسؤالهم وتصديقهم
وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) :" من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم في صحيحه ولا شك أن الرفع عنهم الى ولاة الأمر كأمير البلد وهيئة الأمر بالمعروف والمحكمة من جملة الإنكار عليهم باللسان ومن التعاون على البر والتقوى . وفق الله المسلمين جميعاً لما فيه صلاحهم وسلامتهم من كل سوء
****************************************
حكم ضرب المندل والتنويم المغناطيسي
الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز- رحمه الله
سؤال : ما حكم الإسلام في الذي يستعين بالجن في معرفة المغيبات كضرب المندل ؟ وما حكم الإسلام في التنويم المغناطيسي وبه تقوى قدرة المنوم على الإيحاء بالمنوم وبالتالي السيطرة عليه وجعله يترك محرماً أو يشفي من مرض عصبي أو يقوم بالعمل الذي يطلب منه ؟
الـجــواب : أولا : علم المغيبات من اختصاص الله تعالى فلا يعلمها أحد من خلقه لا جني ولا غيره إلا ما أوحى الله به الى من شاء من ملائكته أو رسله قال الله تعالى : ( قُل لا يَعلَمُ مَن في السَّمَوتِ والأَ رضِ الغَيبَ إِلاَّ اللهُ) { النمل 65 وقال تعالى في شأن نبيه سليمان عليه السلام ومن سخر له من الجن : ( فَأعرَضُوا فَأَرسَلنا عَلَيهم سَيلَ العَرِمِ وَبَدَّلنَاهُم بِجنَّتَهِم جَنَّتين ذَواتَى أُكُلٍ خَمطِ وأَثلٍ وشَئِ مِن سَدرٍ قَليلٍ ) { سبأ 16 } وقال تعالى : ( عَالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ علَى غَيبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارتَضَى مِن رسُولٍ فإِنَّهُ يَسلُكُ مِن بينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ رَصَداً ) { الجن 26-27
وثبت عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :" إذا أراد الله تعالى أن يوحى بالأمر تكلم بالوحي أخذت السموات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفاً من الله عز وجل ، فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخروا لله سجداً فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد ، ثم يمر جبريل بالملائكة كلما مر بسماء قالت ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل : قال الحق وهو العلي الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي الى حيث أمره الله عز وجل
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : " إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ، قالوا للذي قال : الحق وهو العلي الكبير ، فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ووصف سفيان بكفيه فحرفها وبدد بين أصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته ثم يلقيها الآخر الى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدرك فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا ، كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء "
وعلى هذا لا يجوز الإستعانة بالجن وغيرهم من المخلوقات في معرفة المغيبات لا بدعائهم والتزلف إليهم ولا بضرب مندل أو غيره ، بل ذلك شرك لأنه نوع من العبادة ، وقد أعلم الله عباده أن يخصوه بها فيقولوا ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وثبت عن النبي أنه قال لإبن عباس :" إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله " ، الحديث
ثانياً : التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جني حتى يسلطه المنوم على المنوم فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض الأعمال بالسيطرة عليه إن صدق مع المنوم وكان طوعاً له مقابل ما يتقرب به المنوم إليه ويجعل ذلك الجني المنوم طوع إرادة المنوم بما يطلبه منه من الأعمال أو الأخبار بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم ، وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي وإتخاذه طريقاً أو وسيلة للدلالة على مكانة سرقة أو ضالة أو علاج مريض أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم غير جائز بل هو شرك لما تقدم ولأنه إلتجاء الى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها سبحانه الى فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 1779 المخلوقات وأباحها لهم . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
****************************************
المرضى يتعلقون بخيوط العنكبوت
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله
أرجو الإجابة عن صحة ديانة من يذهب الى الكهنة والمنجمين والإيمان بأقوالهم ذلك أنهم يأتون بما يشبه الصحيح . ومن ذلك أنهم يخبرون المرء باسم قريب من أقاربه ويصفون له منزله وربما وصفوا له ما عنده من المال والأولاد .. الخ ؟
فـأجــاب : هذا موجود في عهد رسول الله وقبله وبعده ، ولهذا نهى النبي (صلى الله عليه وسلم) عن إتيان الكهان ، وعن سؤالهم ، قال عليه الصلاة والسلام :" من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " رواه مسلم في صحيحه . وقال (صلى الله عليه وسلم):" من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) " وسأله بعض الناس عن إتيان الكهان فقال عليه الصلاة والسلام :" لا تأتيهم فليسوا بشئ " وقالوا يا رسول الله إنهم يصدقون في بعض الأحيان ؟ قال :" تلك الكلمة يسمعها الشيطان الجني من السماء وهو يسترق السمع ، فيقرها في أذن وليه من الإنس ( وهو الكاهن والساحر ) فيصدق في تلك الكلمة . ولكنهم يكذبون ويزيدون عليها مائة كذبة " ، وفي رواية :" أكثر من مائة كذبة فيقول الناس إنه صدق يروم كذا وكذا ، فيكون ذلك وسيلة الى تصديقه في كذبه كله
فالكهان لهم أصحاب من شياطين الجن ويسمى الرئي ، يعني الصاحب من الجن الذي يخبره عن بعض المغيبات ، وعن بعض ما يقع في البلدان وهذا معروف في الجاهلية وفي الإسلام فيقول لصاحبه من السحرة والكهنة ، وقع كذا في بلد كذا وليلة كذا ، لأن الجن يتناقلون الأخبار فيما بينهم . والشياطين منهم . كذلك بسرعة هائلة من سائر الدنيا . فلهذا قد يغتر بهم من يسمع صدقهم في بعض المسائل
وقد يسترقون السمع ، فيسمعون بعض ما يقع في السماء بين الملائكة مما تكلم الله عز وجل به من أمور أهل الأرض ، وما يحدث فيها ، فإذا سمعوا تلك الكلمة قرّوها في أذن أصحابها من الكهنة والسحرة والمنجمين ، فيقولون سوف يقع كذا وكذا .. الى آخره .. ولا يكتفي بهذا بل يكذب معها الكذب الكثير حتى يروج بضاعته ، ويأخذ أموال الناس بالباطل ، بسبب هذه الحوادث . والناس بسبب هذا يصدقون الكهنة والمنجمين ويأتونهم . والمرضى يتعلقون بخيط العنكبوت ، ويتشبثون بكل شئ بسبب ما قد سمعوا عنهم أنهم صدقوا في كذا كذا
فالواجب عدم إتيانهم ، وعدم سؤالهم ، وعدم تصديقهم ، ولو قدر أنهم صدقوا في بعض الشئ . لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) نهى عن إتيانهم وسؤالهم ، ونهى عن تصديقهم .. وهذا هو الواجب على الجميع ، وأن يسلكوا في علاج المرضى ما شرع الله من القراءة والدواء المباح مما يعرفه الأطباء .. وهذه هي الأسباب والوسائل الشرعية ، وهي غنية إن شاء الله عما حرمه الله // مجموع فتاوى ومقالات متنوع
****************************************
مشعوذ يأمر المريض بذبح نوع من الدجاج
سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز- رحمه الله
يقال لبعض الناس طبيب عربي ، وقد يؤتى بالمريض إليه مثل مريض من جان أو غيره فيأمرهم الطبيب بذبح نوع من الدجاج كأن يقول لون الديك أسود أو أبيض ويوضع دمه على الإنسان وقد لا يذكر اسم الله عليه ، فما حكم الإسلام فيه ؟
الـجــواب : الذبح لغير الله شرك أكبر قال تعالى : ( قُل إَنَّ صَلاَتي ونُسُكى ومَحياىَ وَمَمَاتِى للهِ رَبّ العَلَمينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وبِذلِكَ أُمِرتُ وأَنا أَوَّلُ المُسلِمِين ) { الأنعام 162-163 } ، وقد لعن النبي من ذبح لغير الله . ويحرم إتيان مثل هذا من المشعوذين والكهنة ونحوهم ممن يفعل الشركيات . كما يحرم سؤالهم وتصديقهم . وبالله التوفيق // فتاوى اللجنة الدامئة فتوى رقم 5898
****************************************
حكم استخدام الجن في استخراج الكنوز
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله
هناك من يحضر الجن بطلاسم يقولها ويجعلهم يخرجون له كنوزاً مدفونة في الأرض منذ زمن بعيد . فما حكم هذا العمل ؟
فـأجــاب : هذا العمل ليس بجائز فإن هذه الطلاسم التي يحضرون بها الجن ويستخدمونهم بها لا تخلو من شرك في الغالب ، والشرك أمره خطير قال الله تعالى : ( مَن يُشرِك بِاللهِ فَقَد حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الجَنَّة ومَأوَاهُ النَارُ وَمَا للِظَّالِمِين مِن أَنصَارٍ المائدة 27 } والذي يذهب إليهم يغريهم ويغرهم ، يغريهم بأنفسهم وأنهم على حق ، ويغرهم بما يطيعهم من الأموال ، فالواجب مقاطعة هؤلاء وأن يدع الإنسان الذهاب إليهم ، وأن يحذر أخوانه المسلمين من الذهاب إليهم
والغالب في أمثال هؤلاء أنهم يحتالون على الناس ويبتزون أموالهم بغير حق ويقولون القول تخرصاً ثم إن وافق القدر أخذوا ينشرونه بين الناس ، ويقولون نحن قلنا وصار كذا ونحن قلنا وصار كذا ، وإن لم يوافق ادعوا دعاوى باطلة أنها هي التي منعت هذا الشئ ، وإني أوجه النصيحة الى من ابتلى بهذا الأمر وأقول لهم : احذروا أن تمتطوا الكذب على الناس والشرك بالله عز وجل وأخذ أموال الناس بالباطل ، فإن أمد الدنيا قريب والحساب يوم القيامة عسير ، وعليكم أن تتوبوا الى الله تعالى من هذا العمل وأن تصححوا أعمالكم وتطيبوا أموالكم . والله الموفق // مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين
****************************************
حكم العلاج عند الساحر أو المشعوذ
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله
بعض الناس إذا أصيب له مريض بالصرع يذهب به الى بعض الأطباء العرب ، وهؤلاء يستحضرون وتصدر منهم حركات غريبة ، ويحجبون المريض فترة من الزمن ويقولون إنه مصاب بالجن أو مسحور ونحو ذلك ، ويعالج هؤلاء المريض ويشفى وتدفع لهم الأموال مقابل ذلك ، فما الحكم في ذلك ؟
وما الحكم أيضاً في العلاج بالعزائم التي تكتب فيها الآيات القرآنية ثم توضع في الماء وتشرب ؟
الـجــواب : علاج المصروع والمسحور بالآيات القرآنية والأدوية المباحة لا حرج فيه إذا كان ذلك ممن يعرف بالعقيدة الطيبة والالتزام بالأمور الشرعية
أما العلاج عند الذين يدعون علم الغيب أو يستحضرون الجن أو أشباههم من المشعوذين أو المجهولين الذين لا تعرف حالهم ولا تعرف كيفية علاجهم ، فلا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم ولا العلاج عندهم ، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :" من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة اربعين ليلة " أخرجه مسلم في صحيحه . وقوله (صلى الله عليه وسلم):" من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) " . أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد جيد ، ولأحاديث أخرى في هذا الباب كلها تدل على تحريم سؤال العرافين والكهنة وتصديقهم وهم الذين يدعون علم الغيب أو يستعينون بالجن ، ويوجد من أعمالهم وتصرفاتهم ما يدل على ذلك وفيهم وأشباههم ورد الحديث المشهور الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود بإسناد جيد عن جابر رضي الله عنه قال : سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) عن النشرة فقال :" هي من عمل الشيطان " وفسر العلماء هذه النشرة بأنها ما كان يعمل في الجاهلية من حل السحر بمثله ويلتحق بذلك كل علاج يستعان فيه بالكهنة والعرافين وأصحاب الكذب والشعوذة .
وبذلك يعلم أن العلاج لجميع الأمراض وأنواع الصرع وغيره إنما يجوز بالطرق الشرعية والوسائل المباحة ، ومنها القراءة على المريض والنفث عليه بالآيات والدعوات الشرعية لقوله (صلى الله عليه وسلم) :" لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً " وقوله (صلى الله عليه وسلم) :" عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام " ، أما كتابة الآيات والأدعية الشرعية بالزعفران في صحن نظيف أو أوراق نظيفة ثم يغسل فيشربه المريض فلا حرج في ذلك وقد فعله كثير من سلف الأمة كما أوضح ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد وغيره ، إذا كان القائم بذلك من المعروفين بالخير والاستقامة . وبالله التوفيق // كتاب الدعوة
****************************************
تعالج بالقرآن وأهلها غير مقتنعين
سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز- رحمه الله
تزوجت بفتاة يتيمة الأم غير متعلمة وذلك في عيد الفطر من عام 1403 هـ وفي بداية شهر ذي الحجة أصابها مرض نفسي عبارة عن بكاء ونحيب ويرتفع أحياناً الى صراخ وعويل . فأخذها والدها الى منزله وأحضر لها كاهناً لمعالجتها فعالجها بالدخائن المنتنة وأمر بحبسها طوال شهر محرم في غرفة مظلمة ويسمون هذا العلاج الحجبه . وقد حدث هذا دون أخذ موافقتي فشفيت وبقيت في بيت أهلها شهري صفر وربيع الأول فعادت الى منزلي في بداية شهر ربيع الثاني فعاد إليها المرض نفسه . والآن أقوم بمعالجتها عند طبيب أخصائي نفسي يعالجها بالقرآن والأدعية المأثورة ، بالإضافة الى العلاجات الأخرى ، ولكن أهلها غير مقتنعين ويريدون علاجها لدى أحد الكهنة . وقد منعني أهلها من قراءة القرآن عليها إذا أصابتها النوبة لأن الكاهن أخبرهم بأنني أنا السبب في زيادة مرضها لأنني قرأت عليها المعوذتين وآية الكرسي . فما هو الموقف الذي يجب أن أتخذه إذا عرضها والدها على كاهن آخر أرجو مساعدتي بالرد في أسرع وقت ؟
الـجــواب : أحسنت بعلاجها بقراءة القرآن عليها ورقيتها بالأدعية النبوية المأثورة ، لكن يحرم خلوة الأجنبي الذي يرقيها بها ويحرم عليها أن تكشف شيئاً من عورتها أمامه أو يضع يده عليه . ولو توليت علاجها بذلك أو تولاه أحد محارمها كان أحوط . ونرى أن تعالجها أيضاً بالمستشفى ونحوه عند دكتور الأمراض النفسية فإنه متخصص في علاج هذا المرض
أما عرضها على الكهان والذهاب بها إليهم للعلاج فممنوع لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :" من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " رواه مسلم في صحيحه . ولقوله :" من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد
وفق الله الجميع لاتباع الحق والتمسك به وترك الخالفة // مجلة البحوث الإسلامية 26
****************************************
هــل سُـحـر الـنبـي صلى الله عليه وسلم
سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز - رحمه الله
هل سُحر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ وهل نفذ فيه السحر ؟
الـجــواب : الرسول من البشر ، فيجوز أن يصيبه ما يصيب البشر من الأوجاع والأمراض وتعدي الخلق عليه وظلمهم إياه كسائر البشر الى أمثال ذلك مما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ، ولا كانت الرسالة من أجلها ، فغير بعيد أن يصاب بمرض أو اعتداء أحد عليه بسحر ونحوه يخيل إليه بسببه في أمور الدنيا ما لا حقيقة له ، كأن يخيل إليه أنه وطئ زوجاته وهو لم يطأهن ، أو أنه يقوى على وطئهن ، حتى إذا جاء إحداهن فتر ولم يقو على ذلك ، لكن الإصابة أو المرض أو السحر لا يتجاوز ذلك الى تلقي الوحي عن الله تعالى ولا الى البلاغ عن ربه الى العالمين لقيام الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة على عصمته (صلى الله عليه وسلم) في تلقي الوحي وبلاغه وسائر ما يتعلق بشؤون الدين ، والسحر نوع من الأمراض التي أصيب بها النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سحر رسول الله رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله يخيل إليه أنه كان يفعل الشئ وما يفعله ، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم دعا ثم دعا ثم قال : " يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب . قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم . قال : في أي شئ ؟ قال : في مشط ومشاطة . قال : وجف طلعة ذكر ، قال : أين هو ؟ قال : في بئر ذي أروان " ، قالت : فأتاها رسول الله في أناس من أصحابه ثم قال : " يا عائشة كان ماءها نقاعة الحناء ، وكان نخلها رؤوس الشياطين " قالت : فقلت : يا رسول الله أفلا أحرقته ، قال : " لا أما أنا فقد عافاني الله فكرهت أن أثير على الناس شراً" فأمر بها فدفنت . رواه البخاري ومسلم.
ومن أنكر وقوع ذلك فقد خالف الأدلة وإجماع الصحابة وسلف الأمة متشبثاً بشبه وأوهام ، لا أساس لها من الصحة ، فلا يعول عليها ، وقد بسط القول في ذلك العلامة ابن القيم في كتاب زاد المعاد والحافظ ابن حجر في فتح الباري // اللجنة الدائمة فتوى رقم 4015
****************************************
حكم حل السحر بالنُشرة
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله
ما حكم حل السحر عن المسحور " النُشرة " ؟
الـجــواب : حل السحر عن المسحور " النُشرة " الأصح فيها أنها تنقسم الى قسمين
القسم الأول : أن تكون بالقرآن الكريم والأدعية الشرعية والأدوية المباحة فهذه لا بأس بها لما فيها من المصلحة وعدم المفسدة ، بل ربما تكون مطلوبة لأنها مصلحة بلا مضرة
القسم الثاني : إذا كانت النُشرة بشئ محرم كنقض السحر بسحر مثله فهذا موضع خلاف بين أهل العلم ، فمن العلماء من أجازه للضرورة . ومنهم من منعه لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) سئل عن النشرة فقال :" هي من عمل الشيطان وإسناده جيد رواه أبو داود ، وعلى هذا يكون حل السحر بالسحر محرماً وعلى المرء أن يلجأ الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع لإزالة ضرره والله سبحانه وتعالى يقول : ( وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنّىِ فَإنّىِ قَرِيب أُجِيبُ دَعَوةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) { البقرة 186} ويقول الله سبحانه : ( أَمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفَاءَ الأَرضِ إلَهُُ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ) { النمل 62 } والله الموفق
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين
****************************************
حـــقــيــقـة الـــســــحـــر
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله
هل للسحر حقيقة ؟
فـأجــاب : للسحر حقيقة ولا شك وهو مؤثر حقيقة ، لكن كونه يقلب الشئ أو يحرك الساكن أو يسكن المتحرك هذا خيال وليس حقيقة ، انظر الى قول الله تعالى في قصة السحرة من آل فرعون ، يقول الله تعالى : ( يُخَيَّلُ إِليهِ مِن سِحرِهِم أَنَّهَا تَسعَى ) { طه 66 } ، فالسحر في قلب الأشياء ، وتحريك الساكن ، أو تسكين المتحرك ليس له أثر ، لكن في كونه يسحر أو يؤثر على المسحور حتى يرى الساكن متحركاً ، والمتحرك ساكناً أثره ظاهر جداً إذن فله حقيقة ويؤثر على بدن المسحور وحواسه وربما يهلكه // مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين
****************************************
حكم التوفيق بين الزوجين بالسحر
سئل فضيلة الشيخ محمد بن العثيمين - رحمه الله
ما حكم التوفيق بين الزوجين بالسحر ؟
فـأجــاب : هذا محرم ولا يجوز وهذا يسمى بالعطف ، وما يحصل به التفريق يسمى بالصرف وهو أيضاً محرم وقد يكون كفراً وشركاً ، قال الله تعالى : وَمَا يُعَلّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةُُ فَلاَ تَكفُر فَيَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا يُفَرِقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ وَمَا هُم بِضَارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهم وَلاَ يَنفَعُهُم وَلَقَد عَلِمُوا لَمَنِ اشتَراهُ مَا لَهُ فِى الأَخِرةِ مِن خَالَقٍ البقرة 102 // مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين
****************************************
حكم الذهاب للساحر
سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز- رحمه الله
من كان به سحر هل يجوز أن يذهب الى ساحر ليزيل السحر عنه ؟
الـجــواب : لا يجوز ذلك والأصل فيه ما رواه الإمام أحمد وأبو داود بسنده عن جابر رضي الله عنه قال : سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن النشرة فقال : "هي من عمل الشيطان " وفي الأدعية الطبيعية والأدوية الشرعية ما فيه كفاية فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء عَلمَهُ من علمه وجَهلهُ من جهله. وقد أمر رسول الله بالتداوي ، ونهى عن التداوي بالمحرم فقال :" تداووا ولا تتداووا بحرام " وروي عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال :" إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها " . وبالله التوفيق // فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 2465
****************************************
ما معنى النفاثات في العقد
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله
كثيراً ما نقرأ سورة الفلق وفيها قوله تعالى : ( وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ) {الفلق 3} فما معنى هذه الآية ؟ وما معنى قوله سبحانه وتعالى : ( مِن شَرِ الوَسوَاسِ الخَنَّاسِ ) { الفلق 4 } ولماذا نسب النفث الى النساء ؟ أهو فعل خاص بهن أن يفعله حتى الرجال ؟
الـجــواب : الغاسق إذا وقب هو الليل كما قال سبحانه وتعالى : ( أَقِمِ الَّصلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمس الى غَسَقِ الَّليلِ وَقُرءَانَ الفَجرِ ) { الإسراء 78 } وإنما أمر بالاستعاذة منه لأن الهوام والسباع وغيرها تنتشر في الليل أكثر من انتشارها في النهار فلذلك استعاذ الإنسان بربه من هذا الغاسق إذا وقب أي إذا دخل
وأما النفاثات في العقد ، فهي النساء اللاتي ينفثن في العقد سحراً يسحرن به الناس وخُصت النساء بذلك لأن الغالب أنه يقع منهن ، وإلا فالرجال مثلهن ، ولكن الخطاب قد يخص أحياناً بما يغلب الوقوع منه وليس معنى ذلك أنه لا يتعدى الى غيره ممن يشاركه في العلة // فتاوى نور على الدرب
****************************************
طريقة الأرقام في استخراج السحر
سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز- رحمه الله
ما حكم من يستخرج السحر بطريقة الأرقام مثل : 21 ، 31 ، 137 ، 121 ، 25 . وينظر في هذه الأرقام بطريقة يدعي أنها طريقة سيدنا يونس عليه السلام وأنه كان يستعملها ، علماً بأن هذا الرجل لا يعرف كيف يخرج السحر ، ويدعي أنه يجلب الأرواح ويستدل بهذه الطريقة على نجم الشخص وإن كان غير مسحور يقول نجمك صفر بعد أن يأخذ اسم والدة المسحور واسم المسحور . فهل هذا العمل مشروع ومأثور عن سيدنا يونس عليه السلام ؟ أم أنه غير موافق لكتاب الله وسنة رسوله ولم يؤثر عن السلف والخلف ؟ وما حكم من يذهب الى هؤلاء الذين يخرجون السحر بهذه الطريقة ويعتقد صحة هذا العمل مع الدليل ؟
الـجــواب : إذا كان الواقع من حال ذلك الشخص ما ذكر ، فهو كاهن ، وليس هناك دليل على أن هذه الطريقة طريقة سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام ، وليس ذلك العمل مشروعاً ، ولا يجوز الاتيان إليه بل يجب الإنكار عليه ، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :" من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " رواه مسلم في صحيحه
وقوله :" من أتى عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) " رواه الأمام أحمد والأربعة بإسناد صحيح
وقوله :" من اقتبس شعبة من النجوم اقتبس من النجوم شعبة من السحر زاد ما زاد // فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 9548
****************************************
لا يجوز حل السحر بسحر مثله
سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله
أرسلت إحدى الخوات الى زوجتي بسؤال أنه لما سحر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم ينفك السحر عنه إلا عندما جاءه جبريل عليه السلام وأخره بما كان كما هو ثابت وصحيح . إذاً لما أحد يعمل له عمل يجوز أن يفكه ( هذا كلام الأخت السائلة ) وتقول : إن هذا هو الذي فهمته عند قراءتها لتفسير سورة الفلق في ابن كثير ، أرجو توضيح الصواب ؟
الـجــواب : لا يجوز حل السحر بسحر مثله ، وينبغي لمن أصيب بسحر أن يتعالج بالأدوية الشرعية من الرقية بالقرآن واستعمال الأدوية والعقاقير المباحة لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :" تداووا ولا تتداووا بحرام فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له دواء " . وذلك له أن يفكه باستخراج ما سحر فيه كما فعل النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا عرف مكانه . وبالله التوفيق // فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 2685
****************************************
حـكـم تـعــلم الــســـحــر
سئل فضلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله
عن السحر وحكم تعلمه ؟
فـأجــأب : السحر، قال العلماء هو في اللغة " عبارة عن كل ما لطف وخفي سببه " بحيث يكون له تأثير خفي لا يطلع عليه الناس ، وهو بهذا المعنى يشمل التنجيم ، والكهانة ، بل إنه يشمل التأثير بالبيان والفصاحة كما قال عليه الصلاة والسلام :" إن من البيان لسحرا " فكل شئ له أثر بطريق خفي فهو من السحر ، وأما في الاصطلاح فعرفه بعضهم بأنه : عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب والعقول والأبدان فتسلب العقل ، وتوجد الحب والبغض فتفرق بين المرء وزوجه وتمرض البدن وتسلب تفكيره
وتعلم السحر محرم ، بل هو كفر إذا كانت وسيلته الإشراك بالشياطين قال الله تبارك وتعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتلُوا الشَّياطينُ عَلَى مُلكِ سُلَيمانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ ولَكِنَّ الشَّياطينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النَّاسَ السِحرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبابِلَ هَاروتَ وَمَاروتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةُُ فَلا تكفُر فَيَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا يُفَرِقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ وَمَا هُم بِضَارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذنِ اللهِ وَيتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرَّهُم وَلا ينفَعُهُم وَلَقَد عَلِمُوا لَمَنِ اشتَراهُ مَا لَهُ فِى الأَخِرةِ مِن خَالقٍ ) { البقرة 102 } فتعلم هذا النوع من السحر وهو الذي يكون بواسطة الإشراك بالشياطين كفر ، واستعماله أيضاً كفر ، واستعماله أيضاً كفر وظلم وعدوان على الخلق ولهذا يقتل الساحر إما ردة وإما حداً ، فإن كان سحره على وجه يكفر به فإن يقتل ردة وكفراً ، وإن كان سحره لا يصل الى درجة الكفر فإنه يقتل حداً دفعاً لشره وأذاه عن المسلمين // مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين
إرسال تعليق