قبائل وأنواع الجن

مواضيع مفضلة

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

قبائل وأنواع الجن

قبائل وأنواع الجن :




الصنف الأول" الجان الأصفر": ولهم رؤوس كلاب مستديرة الشكل وأجسام بشر مع أرجل دجاج ويقتاتون من العظام.
الصنف الثاني: لهم رؤوس كلاب طويلة،وأجسام بشر وقوائم تشبه تلك التي عند الدجاج وهم مثل الصنف الأول غذاؤهم المفضل الهياكل العظمية. 

الصنف الثالث" الجان الأحمر": لهم عين وحيدة في الجبهة وجوههم آدمية لكنها طويلة وغذاؤهم الوحيد هو ما تحويه معدة البقرة.  

الصنف الرابع: يشبهون البشر ما عدا أرجلهم التي تشبه أرجل الدجاج وهم عمي بحلي طويلة، يلتهمون كل ما يجدونه غير مالح من طعام في مساكن البشر الذين يزورونهم ليلاً.

الصنف الخامس : يشبهون البشر لكن أقدامهم كأقدام الدجاج وهم مسلمون لا يحبون سوى أكل لحم الخروف. 
الصنف السادس : هم جنود يعيشون دائماً قريبين من قائدهم، طعامهم يشبه طعام البشر لكن من دون ملح. 
الصنف السابع : تضم الجان الزنوج. 

وفي مقابل التقسيم السباعي لأصناف قبائل الجان بحسب الشكل، والهيئة، واللون والمزاج، ونمط المعيشة، يوجد تقسيم رباعي يميز بين الجان بحسب العناصر الأربعة للكون التي خلقوا منها، مثلا هناك جن الأرض،وجن الهواء وجن البحار والأنهار، وجن الجبال، وجن الشجر، وهؤلاء قد يتلبسون في الإنسان، والحيوان، والطير، والحشرات والشجر، والنبات، والأصنام، والأوثان، والحجر.

جن الأرض : 

وهم الجن المستوطنون للأرض التي نتحرك فوقها، ولهم خاصية التفوق على غيرهم من المخلوقات ويستوطنون كل الأماكن من حولنا التي يبتعد عنها البشر كالمغارات، والغابات، والجبال، والوديان، والصحاري، وباطن الأرض، والأنهار، والبحار. ولذلك ينبغي على كل من يذهب لقطع الأشجار، وتكسير حجارة الجبل، أو التنقيب عن الكنوز، أو رمي أشياء في أماكن فارغة أن يتخذ الاحتياط الوقائي كي يتجنب رد فعلهم العنيف أن هو ألحق بهم الأذى دون قصد.

أنواع الجن : 

الجن الناريين "الجان الناري": وهم الأقرب إلى أصل الجن الذين ذكروا في القرآن الكريم أنهم كائنات مخلوقة من نار.
جن الماء : يعيشون قرب الأنهار والمستنقعات وهم الأكثر خطورة من بين كل أنواع الجن الأخرى ويتواجدون في الآبار والعيون والغدران والبحار. 

الجن الهوائيين: مواطنهم الهواء، وهم الذين يحركون الزوابع والعواصف، ومنهم من يسكن" البشر" أي يعني حلولهم في أجساد البشر" للانتقام منهم. بالرغم من اختلافاتهم الخلقية والدينية تجمعهم خاصية واحدة على الأقل وهي: أنهم جميعاً لا يأكلون سوى الطعام من دون ملح، وهم يأكلون، ويشربون، ويتزوجون، ويتناسلون، ويعشقون الإنس"ذكورا وإناثا" ويعيشون لأعمار طويلة، قد تصل إلى قرون عدة. 

إن الجان يتكلمون، ويسمعون، فتصلنا أصواتهم، ويستمعون لأحاديثنا، دون أن تدركهم أبصارنا وهم من كل الأحجام والأشكال: فيهم الجان الأصفر، والأحمر، والأبيض، والأسود، وهي كائنات مهجنة تجمع في الشكل غالباً ما بين: رأس الكلب وجسم الإنسان وقوائم الدجاج، وهم يتوزعون على قبائل يدين أفرادها بثلاث ديانات: فيهم المسلمون، واليهود، والنصارى، ولبعضهم عين وحيدة في الجباه، وفيهم العميان. وقبائل الجان لا تتبع تقسيماً واحداً.

يعتقد بعض الفقهاء أن عدد قبائل الجن يتراوح بين 400 إلى 420 قبيلة بينما تذهب المعتقدات الشعبية إلى تفضيل العدد سبعة، ذي القيمة السحرية المعروفة، أو أربعة أقسام حسب بعض الأقوال. وتذهب معتقدات أخرى إلى أن لكل آدمي"قرين" أي نسخة منه في عالم الجن، يولد مع مولده ويموت لحظة وفاته، أي أن القرين قد يلازم تطور الجنين في بطن أمه وبعد مولده، ويمكن أن نستشف ذلك من قول رسول الله صلى عليه وسلم:" ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان، فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه" نخسه : قرصه. رواه البخاري

قصة السفود :

 السفود هي الحديدة التي يشوى بها اللحم،وهي من القصص الظريفة،فقد ذكر ابن كثير في كتابه" البداية والنهاية" عن ابن أبي الدنيا في كتاب "مكائد الشيطان" أن رجلاً من أهل الشام من أمراء معاوية غضب ذات ليلة على ابنه فأخرجه من منزله، فخرج الغلام لا يدري أين يذهب فجلس على عتبة الباب فنام ساعة ثم استيقظ وباب منزلهم يخمشه بأظافره هر أسود بري، فخرج إليه الهر البلدي الذي في منزلهم، فقال له البري: ويحك افتح ! فقال: لا أستطيع فقال: ويحك ائتني بشيء أتبلع به فإني جائع وتعبان، هذا، وإني قد جئت من الكوفة، وقد حدث الليلة حدث عظيم ! فقد قتل علي بن أبى طالب خليفة المؤمنين في الكوفة ! قال: فقال له الهر البلدي: والله إنه ليس هاهنا شيء إلا وقد ذكروا اسم الله عليه غير سفود كانوا يشوون عليه اللحم فقال: ائتني به فجاء به فجعل يلحسه حتى أخذ حاجته وانصرف. 

حدث ذلك بمرأى من الغلام ومسمع منه، فقام إلى الباب فطرقه فخرج إليه أبوه فقال: من؟ قال له : افتح فقال: ويحك مالك، فقال: افتح، ففتح فقص عليه خبر ما رأى وما سمع فقال له: ويحك أمنام هذا ؟ قال: لا والله قال: ويحك أ أصابك جنون بعدي ؟ قال: لا والله ولكن الأمر كما وصفت لك فاذهب إلى معاوية الآن فاتخذ عنده بما قلت لك. 

فذهب الرجل إلى معاوية فاستأذن، فأخبره خبر ما ذكر له ولده، فأرخوا ذلك عندهم قبل مجيء" البريد". ولما جاء البريد من العراق وجدوا ما أخبروهم به مطابقاً لما كان أخبر به أبو الغلام. 

ويحفل التراث" الفلكلوري" في المغرب بالكثير من الحكايات والمعتقدات المرتبطة ببعض مشاهير الجن، الذين يحملون صفات وأسماء غريبة تثير الرعب في نفس من ينطق بها مثل:" شمهاروش"، " عيشة قنديشة "و" التابعة".

والراجح أن تلك المعتقدات هي بقايا أساطير قديمة ما تزال راسخة في اللاوعي الجماعي للمغاربة حتى اللحظة الراهنة، ونقدم فيما يلي تعريفاً لبعض مشاهير الجن في المغرب.

لللا عيشة: من أكثر شخصيات الجن شعبية لدى المغاربة هي" لللا عيشة" أو "عيشة مولات المرجة" أو" سيدة المستنقعات" كما تصفها بعض الروايات الشعبية الذائعة الصيت ولها من الألقاب الأخرى" عيشة السودانية " أو"عيشة الكناوية". كان يلجأ إليها المغاربة، ويتتبعون أخبارها بالرغم من لقبها الغريب والمخيف: "قنديشة" الذي يجر النطق به لعنة غامضة.

ولقد اهتم" الانثربولوجي" الفنلندي "وستر مارك " بأسطورة "لللا عيشة" ودرسها بعمق وربط بين هذه الجنية المهابة الجانب وبين" عشتار" آلهة الحب القديمة التي كانت مقدسة لدى شعوب البحر الأبيض المتوسط من القرطاجيين والفينيقيين والكنعانيين، حيث كانوا يقيمون على شرفها طقوساً للدعارة المقدسة، وربما أيضاً تكون"لللا عيشة" هي ملكة السماء عند الساميين القدامى الذين اعتقدوا بها، والتي كان يعتقد أنها كانت تسكن العيون والأنهار والبحار والمناطق الرطبة.

والطريف في تداول هذه الأسطورة أن تأثيرها لا ينحصر في أوساط العامة من الناس، فقد كتب عالم الاجتماع "بول باسكون" في" أساطير ومعتقدات من المغرب" يحكي كيف أن أستاذاً أوروبياً للفلسفة في إحدى الجامعات المغربية كان يهِّيئ بحثاً حول "لللا عيشة" قد وجد نفسه مضطراً إلى حرق كل ما كتبه حولها، وإيقاف بحثه ثم مغادرة المغرب، بعدما تعرض لحوادث عدة غامضة ومتلاحقة. 

بغلة الروضة: أي بغلة القبور، تارة يتم تصويرها في شكل ساحرة عجوز شمطاء وحاسرة تقضي مطلق وقتها في حبك الألاعيب لتفريق الأزواج وتارة أخرى تأخذ شبها جميلا، فتبدو مثل امرأة فاتنة الجمال تخفي خلف ملابسها نهدين متدليين وقدمين تشبهان حوافر الماعز أو الجمال أو البغال "بحسب المناطق المغربية" وهي تمثل أسطورة قروية، تستوطن خيال سكان القرى المنعزلة، خاصة القرى في أعالي الهضاب والجبال. 

تخرج من المقبرة حين يجن الليل، لتبدأ ركضها المجنون الذي لن تنهيه إلا مع تباشير الصباح الأولى، وفي ظلام الليل تبدو مضيئة بفعل الشرر الهائل الذي يتطاير من عينيها. تحدث في مشيها جلبة مرعبة تمزق صمت الليل الموحش، فوقع حوافرها وصليل السلاسل الحديدية، التي تحملها في عنقها يرعب كل من يلمحها أو يصادفها في طريقه. وإذا حدث أن صادفت في تجوالها الليلي رجلاً تحمله على ظهرها إلى حيث مستقرها في المقبرة وهناك تحفر له قبراً لتدفنه حياً أو تأكله والأمر مرتبط برغبتها وشهيتها. 

وحسب الأسطورة فإن "بغلة الروضة" كانت في وقت سابق من حياتها امرأة ترملت، ولم تلتزم بتعاليم العرف الاجتماعي الذي يلزمها بلبس ثياباً بيضاء طيلة فترة الحداد، ولا تغادر بيت الزوجية ولا تعاشر رجلاً آخر خلال تلك الفترة. 
وبسبب عدم التزامها "حق الله" غضب الله عليها فكان جزاؤها اللعنة الأبدية التي حولتها إلى جنية لها هيئة بغلة تنام النهار مع الموتى وتمضي الليل تتعذب. وفي بعض المناطق كان الناس يعتقدون أن بغلة القبور تتنكر لتدخل البيوت في هيئة قريب أو صديق، وتختطف أحد أفراد الأسرة إلى مقبرتها. 

تمغارت تسمدال: باللهجة البربرية يسمى هذا المخلوق الخرافي ويعني "عروسة القبور". كل من تقوده الصدفة في أماكن تواجدها تغريه، فينقاد خلفها فاقد الإدراك إلى حيث مخبؤها من دون أن يستطيع المقاومة، وهناك تطلب منه أن يضاجعها لتطفئ نار جوعها الدائم للحم ودم البشر،ثم تلتهمه بلا رحمة. 

جنيات شالة: في داخل أنقاض قاعة الوضوء القديمة في شالة التي تغمرها مياه عين عذبة يطلق عليها سكان عدوتي الرباط وسلا اسم "عين الجنة" حالياً تشكل حوض ماء تناقلت حوله الأساطير وربما ليس ثمة ما يثير فضول زوار قلعة شالة المنزوية عند مكان مشرف على نهر أبي رقراق في العاصمة الرباط، أكثر من أسماك " الحنكليس" أي السمكة الأفعى، التي تسبح في الحوض. 

فالمشهد المألوف أن يرمي الناس في ذلك الحوض قطع نقود ونتف البيض المسلوق لإطعام تلك الأسماك الأليفة، لكن الأسطورة تذهب إلى أن تلك السمكات الأفعوانية الشكل هي مجرد صور فقط للجان الذين استوطنوا ذلك الحوض منذ القدم وتحكمهم ملكة هي عبارة عن سمكة حنكليس من نوع خاص جداً، حيث تختلف عن غيرها من الحنكليس بضخامة جسمها ويتدلى من رأسها شعر طويل كما أنها تضع في أذنيها حلقتين من ذهب. لا تخرج من مخبئها الأسطوري إلا نادراً، حسب معتقد الناس، ويحدث ذلك أثناء الليالي المقمرة فقط . لذلك لا تظهر كل ليلة، حيث يلف الظلام أطلال القلعة الرومانية القديمة التي تحولت إلى مقبرة للأسرة الملكية "المرينية" في القرون الوسطى . 

وعندما تدب الحياة في كائنات الخفاء أثناء الليل، تخرج جحافل الجان من حوض الجنيات أسرابا كثيفة مثل النحل لتملأ الفضاء الرطب والمعتم المتعلق على أسراره الأبدية. وفي تلك القلعة التي ظلت فاتنة بغرابتها عبر العصور تقول الأسطورة: أن "ملكة الجنيات" تحرس المنافذ التي تؤدي إلى قنوات مذهبة متصلة "بعين الجنة" إلى أعماق الأرض السحيقة حيث توجد كنوز سليمان. 

يعتقد أهل المغرب أن الجني يكون غالباً هو الرابط الخفي بين الساحر والمسحور، ويعني الجني بالتعبير المشاع بين جل المغاربة :" طابو" أي محرم النطق به علانية، ويعتقدون أن ذكر الجن بالاسم هو بمثابة مناداة عليهم قد ينتج عنها رد فعل انتقامي منهم غير معلوم العواقب. ويتحدثون عن الجن بأسلوب غير مباشر، فيسمونهم"هدوك" أي أولئك، أو المسلمين، أو سادتنا، أو اللي ما عندهم" سمية " أي أولئك الذي لا اسم لهم أو "موالين المكان" أي أصحاب المكان. 

يقول الولي بابا عمر: فالجان كائنات تستوطن عوالم الخفاء، وهم منتشرون في كل مكان من حولنا، هم غير مرئيين بعيون البشر في الأحوال العادية، لكن مع ذلك يمكن رؤيتهم، حسب المعتقد العامي ليلاً خلال الفترة المتراوحة بين الساعة الحادية عشرة والواحدة صباحاً عدا ليلة الجمعة التي هي مناسبة ابتهاج عام يستغلها الجن للتسكع في عالمنا حتى صباح السبت. 

ومن أجل الظهور في العالم المرئي يضطر الجان إلى تقمص أشكال الحيوانات، والطيور، والحشرات بقصد التنكر، فيظهرون بصور مختلفة: حمار، كلب، قط، ثعبان، سحلية، فأر، طير، صرصور. ولذلك يتجنب المغاربة قتل أو إلحاق الأذى ليلاً بحيوان أو حشرة خصوصاً إذا كان كلباً أسود، أو قطاً أسود. 

تشكل المعتقدات المغربية حول الجان موضوعاً شيقاً للبحث "الإنثربولوجي" ويعتبر المؤلف الفنلندي" وستر مارك " أول من كتب حول الموضوع، وقد وجد بعض الصعوبات في حصر المعتقدات بخصوص هذه الظاهرة كونها تختلف إلى حدود التباين من منطقة مغربية إلى أخرى.

المصدر: أذكار الرحمن- غلاف- د. صالح حسن الفضالة – الفصل الثالث - ص57- الناشر: دار التوحيدي للنشر والتوزيع والأعلام- الرباط – المغرب- 2006.

إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف