من تعلق شيئا وكل إليه

مواضيع مفضلة

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

من تعلق شيئا وكل إليه


4556 - وعن عيسى بن حمزة قال : دخلت على عبد الله بن حكيم وبه حمرة ، فقلت : ألا تعلق تميمة ؟ فقال : نعوذ بالله من ذلك ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " من تعلق شيئا وكل إليه " . رواه أبو داود .

الحاشية رقم: 1

4556 - ( وعن عيسى بن حمزة ) : قيل صوابه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى إذ ليس في كتب أسماء الستة عيسى بن حمزة اهـ . والأظهر أو يقال : صوابه عيسى بن يونس بن إسحاق ، فإنه من رجال المشكاة دون الأول ، كما ذكره المؤلف ، في فصل التابعين . وقال : هو أحد الأعلام في الحفظ والعبادة ، روى عن أبيه والأعمش وخلق سواهما ، وعنه حماد بن سلمة مع جلالته وخلق كثير ، وكان يحج سنة ويغزو سنة ، مات سنة سبع وثمانين ومائة . ( قال : دخلت على عبد الله بن حكيم ) : بالتصغير قال المؤلف : جهني أدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرف له رؤية ولا رواية ، وقد خرجه غير واحد من أصحاب المغازي في عداد الصحابة ، والصحيح أنه تابعي ، سمع عمر ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وروى عنه جماعة . ( وبه ) : أي : بعبد الله والباء للإلصاق ( حمرة ) : أي : مما يعلو الوجه والجسد ( فقلت : ألا تعلق تميمة ؟ فقال : نعوذ بالله من ذلك ) : وسببه أنه نوع من الشرك كما سبق ، وقال الطيبي : ولعله إنما عاذ بالله من تعليق العوذة ، لأنه كان من المتوكلين ، وإن جاز لغيره ( قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : من تعلق شيئا ) : أي : من جعل شيئا معلقا على نفسه ، وفي النهاية : من علق على نفسه شيئا من التعاويذ والتمائم وأشباههما معتقدا أنها تجلب نفعا أو تدفع عنه ضرا . ( وكل إليه ) : بضم واو تخفيف كاف مكسورة أي : خلي إلى ذلك الشيء وترك بينه وبينه . قال المظهر : وغيره أي من تمسك بشيء من المداواة ، واعتقد أن الشفاء منه لا من الله تعالى لم يشفه الله ، بل وكل شفاءه إلى ذلك الشيء ، وحينئذ لا يحصل شفاؤه ، لأن الأشياء لا تنفع ولا تضر إلا بإذن الله تعالى اهـ .

وقرره الطيبي ، وتبعه ابن الملك مع أن قوله : واعتقد أن الشفاء منه لا من الله اعتقاد كفر ، فلا ينبغي أن يحمل الحديث عليه لأن في مثله لا يقال وكل إليه ، بل هو كناية عن عدم حصول مقصود من الشفاء وترك إعانته تعالى في دفع الداء والعناء ، ونظيره ما رواه الترمذي عن أنس - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : " من ابتغى القضاء وسأل فيه شفعاء وكل إلى نفسه ، ومن أكره عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده " وقد قال : إن شيئا منصوب بنزع الخافض أي من تعلق بشيء سوى الله تعالى وكل إليه وجعل أمره لديه ، ومن توكل على الله كفاه أمر دينه ودنياه ، وأغناه عن كل شيء مما سواه . ( رواه أبو داود ) : أي : مرسلا على الصحيح لما سبق مع أنه لا يضر ، لأن المرسل حجة عند الجمهور خلافا للشافعي ، ويقويه أنه رواه أحمد والحاكم عنه أيضا .



إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف