السؤال الثاني والخامس من الفتوى رقم (9027):
س 2: يقول الناس عند النوازل والشدائد: يا رسول الله, وغيره من الأولياء, ويذهبون إلى مقابر الصالحين في حالة المرض ويستغيثون بهم, ويقولون: إن الله يدفع البلاء بهم, نحن نستمدهم لكن نيتنا إلى الله; لأن المؤثر هو الله, هل هذا شرك أم لا, وهل يقال لهم: إنهم مشركون؟ والحال أنهم يصلون ويقرأون القرآن وغيره من العمل الصالح.
ج 2: ما يفعله هؤلاء هو الشرك الذي كان عليه أهل الجاهلية الأولى, فإنهم كانوا يدعون اللات والعزى ومناة وغيرهم ويستغيثون بهم; تعظيما لهم, ورجاء أن يقربوهم إلى الله, ويقولون: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} ويقولون أيضا: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء عبادة, وأنها لا تكون إلا لله, ونهى الله تعالى عن دعاء غيره, فقال: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم} وعلى المسلمين أن يقولوا: إياك نعبد وإياك نستعين في كل ركعة من صلواتهم; إرشادا لهم إلى أن العبادة لا تكون إلا له, وأن الاستعانة لا تكون إلا به دون الأموات من الأنبياء وسائر الصالحين, ولا يغرنك مع ذلك كثرة صلاة هؤلاء وصيامهم وقراءتهم, فإنهم ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا; وذلك أنها لم تبن على أساس التوحيد الخالص, فكانت هباء منثورا, والأدلة من الكتاب والسنة على شركهم وإحباط عملهم كثيرة, فراجع في ذلك آيات القرآن والسنة الصحيحة وكتب أهل السنة, نسأل الله لنا ولك الهداية.
س 5: هل للأولياء الصالحين أن يسمعوا نداء من دعاهم ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: والله إن موتاكم لتسمع قرع نعالكم أفيدوني؟
ج 5: الأصل: أن الأموات صالحين كانوا أو غير صالحين لا يسمعون كلام البشر; لقوله تعالى: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} وقوله سبحانه: {وما أنت بمسمع من في القبور} ولكن قد يسمع الله الموتى صوت رسول من رسله لحكمة من الحكم, كما أسمع سبحانه قتلى بدر من الكفار صوت رسوله صلى الله عليه وسلم؛ إهانة وتبكيتا لهم, وتكريما لرسوله صلى الله عليه وسلم, حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما استنكر بعضهم ذلك: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوا وارجع في الموضوع إلى كتاب [النبوات], وكتاب [التوسل والوسيلة], وكتاب [الفرقان], وكلها لشيخ الإسلام ابن تيمية ففيها الكفاية في الموضوع.
وأما سماع الميت حيث يوضع في قبره قرع نعال المشيعين فهو إسماع خاص ثبت في النص فلا يزاد عليه لاستثنائه من الأدلة العامة الدالة على عدم سماع الموتى, كما تقدم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
السؤال السادس من الفتوى رقم (7267):
س 6: ما حكم الله فيمن يستغيث بالأولياء عند نزول حادث به؟
ج 6: من استغاث بالأولياء بعد موتهم أو في حال غيبتهم عنه فهو مشرك شركا أكبر; لقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم}.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
إرسال تعليق